للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: صدقت.

قال: أفما لك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة، وفي قوله قدوة؟ إني لك من الناصحين، وعليك من المشفقين؛ إن كنت تريد أن تنظر إلى الحور الحسان، وتسكن القصور والخيام، وتطوف عليك الغلمان والولدان، فاحفظ طرفك عن نظر لا تأمن عاقبته وضرره عليك في معادك (١).

وروى أبو نعيم عن أبي عصمة قال: كنت عند ذي النون رحمه الله تعالى وبين يديه فتى حسن يملي عليه شيئًا، قال: فمرت امرأة ذات جمال وخلق؛ قال: فجعل الفتى يسارق النظر إليها، قال: ففطن ذو النون، فلوى عنق الفتى، وأنشأ يقول: [من البسيط]

دَعِ الْمَصُوْغَاتِ مِنْ ماءٍ وَمِنْ طِيْنِ ... وَاشْغَلْ هَواكَ بُحُورٍ خُرْدٍ عِيْنِ (٢)

٥ - ومنها: التجاهر باللواط فعلاً أو حكاية، أو بما يلازم الجماع من رهز، أو شخير؛ ولو على وجه المزاح، أو التمسخر كما يفعله بعض الفسقة، بل التجاهر بالمعصية مطلقا.

قال الله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٥٤)} [النمل: ٥٤]؛ أي: وأنتم تعلنون بها فيبصر بعضكم بعضاً.


(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥٥/ ٩٦).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>