للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢ - ومن أخلاق قوم لوط: البخل بالحقوق الواجبة، ومنع أبناء السبيل حقوقهم، وترك الصدقة.]

روى ابن عساكر، وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: إن الذي حمل قوم لوط على إتيان الرجال دون النساء أنهم كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم، وثمار خارجة على ظهر الطريق، وأنهم أصابهم قحط وقلة من الثمار، فقال بعضهم لبعض: إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش.

قالوا: بأي شيء نمنعها؟

قال: اجعلوا سنتكم: من أخذتم في بلادكم غريباً سننتم فيه أن تنكحوه، وأغرموه أربعة دراهم؛ فإن الناس لا يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك.

فذلك الذي حملهم على الخبث العظيم الذي لم يسبقهم إليه أحد من العالمين (١).

[٣ - ومنها: النكاية باللواط، والسطوة بالأعراض.]

كما يدل عليه أثر ابن عباس هذا المذكور، وربما وقع مثل ذلك من كثير من فساق الجبابرة إذا أرادوا نكاية من ناوأهم وعاداهم، فربمَا احتالوا عليه حتى تمكنوا منه، فربما أمروا فساق عُلُوجهم ورجال خَدَمهم باللواطة به، وهذا من أشنع الظلم وأقبح الفسق، لا يتجرأ عليه من في قلبه مثقال ذرة من إيمان.


(١) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥٠/ ٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>