للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإنصاف من أخص أخلاق الصالحين، ومن شأن الصالح أن ينصف ولا ينتصف، بل يكون أبداً على نفسه.

وقد روى البزار - ورجح وقفه - والطبراني في "الكبير"، وأبو نعيم عن عمار بن ياسر -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثَلاثٌ مِنَ الإِيْمانِ - ولفظ أبي نعيم: ثَلاثُ خِلالٍ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ خِلالَ الإِيْمانِ -: الإِنْفاقُ مِنَ الإِقْتارِ، وَالإِنْصافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلامِ لِلعالَمِ" (١).

* فائِدَةٌ رابِعَةٌ وَثلاثونَ:

روى الشيخان، وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرانِ" (٢).

قلت: المراد بالعبد الصالح الذي ينصح سيده، ويحسن عبادة ربه، لا يشغله حق السيد عن حق الله، ولا حق الله عن حق السيد.

كما في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ العَبْدَ إِذا نَصَحَ لِسَيَّدِهِ، وَأَحْسَنَ عِبادِةَ رَبِّهِ كانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ".


= ورواه ابن الأعرابي في "المعجم" (٥/ ٣٥٠)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (١١/ ٩٣) مرفوعاً، ثم روى عن يحيى بن معين قوله عن عبيد بن القاسم راوي الحديث: هو كذاب.
(١) رواه البزار في "المسند" (١٣٩٦)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ١٤١).
وذكره البخاري (١/ ١٩) معلقاً من قول عمار -رضي الله عنه-.
(٢) رواه البخاري (٢٤١٠)، ومسلم (١٦٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>