عن عين الرئيس، والرئيس لا يتكلم مخافة أن يشوش على الناس ولا ينفعه ذلك، فلم يلبث أن رأى طائراً قد قبض عليه فأخرجه من الماء، وطار به حتى ألقاه في المركب، وقعد الطائر على جامور الصاري ساعة، ثم إن الطائر مد منقاره موضعه حتى ألصقه بأُذن الرجل، ثم قبضه وطار، فلما كان من الغد حسن الرئيس ظنه بذلك الرجل، وبادر إلى كرامته، ففطن له الرجل، فقال: يا أخي! لست والله ممن تظن، وإنما كان ما رأيت من أمر الله علمي وعلمك فيه سواء، ما شعرت بنفسي إلا وقد أخذتني الأمواج وأيقنت بالتلف، فسلمت الأمر لله تعالى وقلت:{ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}[الأنعام: ٩٦]، فإذا بذلك الطائر قد فعل ما رأيت، فقال له الرئيس: فرأيته مد منقاره إليك، فهل كلمك؟ قال الرجل: نعم؛ وذلك أني فكرت في نفسي ما هو هذا الطائر، فألصق منقاره بأُذني، فقال لي: يا هذا! أنا تقدير العزيز العليم.
والحكايات في ذلك كثيرة.
١١٣ - ومن خصال الملائكة عليهم السلام: إجلال أبي بكر، وتوقير عمر، واستحياء من عثمان، وحب هؤلاء وعلي بن أبي طالب، وحب سائر الصَّحابة رضي الله تعالى عنهم، ومعرفة فضلهم.
وأقسم بالله تعالى: ليس في ملائكة الله تعالى رافِضِيٌّ، ولا شيعيٌّ. روى أبو يعلى عن عقَار بن ياسر رضي الله تعالى عنهما: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"يا جِبْرِيْلُ! أَخْبِرْييْ عَنْ فَضائِلِ عُمَرَ عِنْدَكُمْ"، فقال له جبريل عليه السلام: "لَوْ مَكَثْتُ فِيْكُمْ ما مَكَثَ نُوْحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ فِيْ