للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستعبد بني إسرائيل، وذبح أبناءهم حين قيل له: يولد في هذا العام من بني إسرائيل مولود يكون ذهاب ملكك على يديه، فأمر بذبح الأبناء، وأخفى الله تعالى حَمْلَ أمِّ موسى عنه، ولما ولدته ألهمها الله تعالى أن تضعه في التابوت فتلقيه في اليم، ففعلت، فالتقطه آل فرعون، ثُمَّ رباه الله تعالى في بيت فرعون بعد أن رجعه إلى أمه فأرضعته كما قصَّ الله تعالى ذلك في الكتاب العزيز، ثم لما كبر موسى عليه السَّلام وبلغ ثلاثين سنة، وَكَزَ القِبطيَّ فقضى عليه، ثم خرج من المدينة خائفاً يترقب حتَّى ورد ماء مدين، فسقى لِبِنتي شعيب عليه السلام، ثم تزوج بإحداهما، وسار بأهله بعد عشر حِجج، فآنس من جانب الطُّور ناراً فكلمه الله تعالى، ثم أرسله إلى فرعون، وأرسل معه أخاه هارون يدعوانه إلى الله تعالى، ويأمرانه أن يرفع العذاب عن بني إسرائيل ويرسلهم معهما، والقصة طويلة جداً، وليس الغرض بيانها هنا، وإنَّما المراد سبر قبائح فرعون وقومه تحذيراً من التشبه بهم فيها.

فمن قبائح فرعون وقومه:

١ - الكفر بالله تعالى، وعبادة ما سواه، ودعوى الألوهيَّة والربوبية.

وذلك غاية الجهل إذ زعم أنَّه رب وعبد.

قال الله: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} [الأعراف: ١٢٧]، فهذه الآية دالة على أن فرعون كان له آلهة يعبدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>