للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

واعلم أن العبد الطائع مهما أطاع الله تعالى ورسوله في أصل الإيمان, وتأدية الفرائض مع ملاحظة القلب بالإخلاص والصدق والتنزه عن المعاصي، فإنه يكون مع هؤلاء المنعم عليهم، وهذا منطوق الآية.

ويؤيده ما رواه الإِمام أحمد، والبزار، وابن خزيمة، وابن حبان في "صحيحهما"، والبيهقي عن عمرو بن مُرَّة الجُهَني رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل من قُضَاعة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان، وقمته، وآتيت الزكاة، فممن أنا؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ماتَ عَلَىْ هَذا كانَ مَعَ النَّبِيِّيْنَ وَالصّدِّيْقِيْنَ وَالشّهَداءِ يَوْمَ الْقِيامَةِ هَكَذا - ونصب أصبعيه - ما لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ" (١).

ثم إن العبد كلما كان لله تعالى أطوع كان إلى هؤلاء الطوائف أقرب، وفيهم أدخل، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبَكمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ


(١) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (٢٢١٢)، وابن حبان في "صحيحه" (٣٤٣٨)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٣٦١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>