للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الإمام أحمد، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَقُوْلُ العَبْدُ: مَالي، مَالي، وإِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ [ثَلاثٌ] مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَأَبْقَى، مَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ" (١).

وأنشد الخطابي في "غريبه" لعبد الرحمن بن عتبة بن مسعود: [من المتقارب]

سَأَفْرِشُ نَفْسِيِ الَّتِي خَوَّلَتْ ... وَأُوْثِرُ نَفْسِي عَلى الوارِثِ

أُبادِرُ إِنْفاقَ مُسْتَجْمِلٍ ... بِمالِي أَوْ عَبَثَ العابِثِ (٢)

وأنشد الإمام أبو الفتوح الطائي في "أربعينه" بإسناده إلى الأمير أبي الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي: [من مخلَّع البسيط]

مالُكَ لِلْحادِثاتِ نَهْبٌ ... أَوْ لِلَّذِي حازَهُ وِراثَةْ

أَوْ لَكَ أَنْ تَتَّخِذَهُ ذُخْراً ... فَلا تَكُنْ أَعْجَزَ الثَّلاثَة (٣)

[٣٥ - ومنها: التشبه بالدود في ركوب البحر، والأسفار الشاقة البعيدة في طلب الدنيا.]

لأن الدودة قد تذهب في طلب رزقها إلى حيث تضيع فتهلك،


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٦٨)، ومسلم (٢٩٥٩).
(٢) انظر: "غريب الحديث" للخطابي (٣/ ١٤٥)، وعنده: "مستحمد" بدل "مستجمل".
(٣) وانظر: "المدهش" لابن الجوزي (ص: ٣٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>