للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى الطبراني عن أبي الأسود الدؤلي، وزادان الكندي رحمهما الله تعالى قالا: قلنا لعلي - رضي الله عنه -: حدِّثنا عن أصحابك، فذكر مناقبهم.

قلنا: فحدِّث عن نفسك.

قال: مهلاً، نهى الله تعالى عن التزكية.

فقال رجل: فإن الله تعالى يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: ١١].

قال: فإني أحدِّث بنعمة ربي، كنت والله إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتُديت (١).

وقد قلت: [من السريع]

إِذا تَفَوَّهْنا بِفَضْلٍ إِلى ... مِنْ نِعَمِ الرَّحْمَنِ سُبْحانهُ

فَذاكَ تَحْدِيْث بِنَعْمائِهِ ... وإنَّما نَقْصِدُ شُكْرانهُ

وَلَمْ يَكُنْ عُجْباً فَإِنَّ التَّقِيْ ... إِنْ شابَهُ عُجْبٌ فَقَدْ شانَهُ

تَزْكِيَةُ النَّفْسِ مِنَ الْمَرْءِ لا ... تَرْفَعُ يَوْماً فِي الورى شانهُ

اللهُ أَدْرَى بِالَّذِي يتقِي ... وَبِالذِي يُخْلِصُ إِيْمانَهُ

٤ - ومن أخلاق هابيل عليه السلام: التقوى، والوصيَّة بها، والإشارة بها؛ لأن قوله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: ٢٧] فيه إيماء إلى ذلك، كأنه يقول لأخيه: إنك لو كنت من المتقين لَمَا رُدَّ


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>