للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيشْرُفُ فِيْ الدُّنْيَا بِفَضْلِ صلاحِهِ ... وُيحْفَظُ بَعْدَ الْمَوْتِ فِيْ الأَهْلِ وَالْوَلَدْ

وفي قوله: (ويعديهم) إشارة إلى أنه كما يحفظ بصلاحه في ولده، ويصلح الولد بصلاحه، كذلك يفسد الولد، ويضيع بفساده.

قال وهب بن منبه رحمه الله تعالى: يقول الله تعالى: اتقوا غضبي؛ فإن غضبي يدرك إلى ثلاثة آباء، وأحبوا رضائي؛ فإن رضائي يدرك في الأَمَةِ.

وقال أيضًا: إن الرب -تبارك وتعالى- قال في بعض ما يقول لبني إسرائيل: إني إذا أُطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي ناهب، وإذا عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الولد (١). رواهما الإمام أحمد في "الزهد".

* تَنْبِيْهانِ:

الأَوَّلُ: تبين بذلك أن العبد إذا تشبه بالصالحين، وتحرى أن يكون منهم، كان بذلك محسنًا إلى ولده وأهله وعشيرته وجيرانه، فله بذلك خير متعدٍّ إليهم، وثواب واصل إليه بسبب ما أحسن، وتفضل عليهم.

قال سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى: إني أصلي فأذكر ولدي، فأزيد في صلاتي (٢).


(١) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٥٢).
(٢) ذكره البغوي في "التفسير" (٣/ ١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>