للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُوْا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ، كُلِ الْخَلِقَ بالْجَدِيْدِ؛ فَإنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا رَآهُ غَضِبَ وَقَالَ: عَاشَ ابْنُ آدَمَ حَتَّى أَكَلَ الْخَلِقَ بِالْجَدِيْدِ" (١).

ومقتضى حال الشيطان في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ، وَشَرُّهُمْ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ" (٢) أن يكون الأول ممقوت الشيطان، والثاني محبوبه لأنه شبيه به، والشكل إلى الشكل أَمْيل، ولأنه لا يحب أن يكون بعده أحد بخير وإن تساوى هو والخلق في الشر.

وهذا أيضا خلق شيطاني من تلبَّس به تخلق بأخلاق الشيطان؛ فافهم!

[١٧٦ - ومنها: كراهية حصول الشهادة لابن آدم.]

قال الثعلبي في "العرائس": روي أن رجلاً كان يلعن إبليس في كل يوم مئة ألف لعنة، فبينما هو ذات يوم نائم تحت جدار إذ أتاه


(١) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (٦٧٢٤)، وابن ماجه (٣٣٣٠)، وأبو يعلى في "المسند" (٤٣٩٩)، والحاكم في "المستدرك" (٧١٣٨). وقد ذكر الحديث ابن الصلاح في "مقدمته" (ص: ٨٠) مثالاً للحديث الفرد الذي ليس في راويه من الثقة والإتقان ما يحتمل معه تفرده، ثم قال: تفرد به أبو زكريا، وهو شيخ صالح أخرج عنه مسلم في كتابه، غير أنه لم يبلغ مبلغ من يحتمل تفرده.
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>