للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشار سلمان رضي الله تعالى عنه: إلى أن الآية إنما هي فيمن بيدهم الإصلاح والإفساد، وهم الولاة؛ فإن المنافقين الذين كانوا في ذلك العهد ما كان لهم ولاية، وإنما كان إفسادهم على سبيل الدس والاختلاس، والآية معناها واضح في ولاة السوء؛ فإنهم يفسدون في الأرض وهم يدَّعون الإصلاح، ولهم من الجلساء والمترددين إليهم من يحسن لهم ما هم فيه، ويمالؤنهم على ما هم عليه، وإذا دخل على ذلك الوالي من ينبهه على حاله إن أمكن تنبيهه، أو التلويح له عارضه أولئك الغاشُّون لأنفسهم ولرفيقهم، وزيفوا أمره، وتأولوا أمره ونهيه كيف أمكنتهم المعارضة، مشافهة له في حضرته، أو في غيبته بعد خروجه، {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: ١٢]؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون!

٧ - ومنها: أن المنافق يُسفِّه المؤمن، ويرى أنه على ضلال وباطل.

قال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: ١٣].

قال ابن مسعود، والربيع، وابن زيد في قوله: {كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ}: يعنون أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه ابن جرير (١).

وأخرج هو وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما


(١) رواها الطبري في "التفسير" (١/ ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>