للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خَاتمَة

طلب الخير والرغبة فيه هو المقصود بخلق المخلوقات، وإنما خلق الله الشر ليكمل لأهل الخير خيرهم باجتنابه، وليتمَّ لأهل الشر شرهم باستبقاء الشر أو اجتناب الخير.

وبالشر يكمل ظهور أسماء الله تعالى في مظاهرها؛ كالحليم، والصبور، والمنتقم، ألا ترى أنَّ في خلق الشيطان - وهو أبو الشر - إظهار حكم اسم الله التواب الرحيم في آدم عليه السلام، وإظهار لعنة الله تعالى في إبليس، وكل ملعون التي هي [ .... ] (١) أسمائه الملك، والحكم، والعدل، والمقسط، والعزيز، وغيرها إلى غير ذلك.

ومما يُشير إلى هذه الحقيقة قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} [هود: ١١٨]؛ أي: على الحق، أو [إرادة] (٢) الخير {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: ١١٨]؛ أي: فبعضهم على الحق، وبعضهم على الباطل، وبعضهم يُريد الخير ويفعله، وبعضهم يريد الشر ويفعله، {إِلَّا مَنْ


(١) غير واضح في "م" و"ت".
(٢) غير واضح في "م"، والمثبت من "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>