للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقل، وافر الفطنة، ثابت اللب أن يتشبه بالنُّوكى والبُلْهِ في الأفعال الخارجة عن استحسان العقل لأنه يكون كافراً لنعمة العقل والفطانة.

٨ - ومن أقبح أنواع البله، والحمق والجنون، وأشدها ضرراً على أصحابها: الوسوسة، والانتهاء فيها إلى حد إنكار الأمور اليقينية، والحقائق.

قال ابن الجوزي في "الأذكياء": حدثني أزهر بن عبد الوهاب قال: جاء رجل إلى ابن عقيل فقال: إني أنغمس في النهر غمستين أو ثلاثاً، ولا أتيقن أنه قد عمني الماء، ولا أني تطهرت، فكيف أصنع؟

فقال له: لا تصلي.

فقيل له: كيف قلت هذا؟

قال: لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلاثةٍ: عَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَنْتَبِهَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَفِيقَ" (١)، ومن ينغمس في البحر مرتين أو ثلاثاً، ويظن أنه ما اغتسل، فهو مجنونٌ (٢).

[٩ - ومن أحوال المجانين، والحمقى، والمعتوهين: الولع بالشيء، والعبث به، وكثرة الحركة والالتفات لغير فائدة ظاهرة، واستحسان ما يضر أو يؤول إلى الضرر.]

ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَكْلُ الطِّينِ، وَقَلْمُ الأَظْفارِ بِالأَسْنانِ،


(١) رواه أبو داود (٤٤٠١)، والترمذي (١٤٢٣) وقال: حسن غريب، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
(٢) انظر: "الأذكياء" لابن الجوزي (ص: ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>