للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فعدلوا شامة، فإذا هم بعين خرارة، فشربوا وسقوا إبلهم، وحملوا منه ريهم، وأتوا عكاظ، ثم انصرفوا إلى موضع العين فلم يروا شيئًا، فإذا هاتفٌ يقول: [من البسيط]

يا مالُ عَنِّي جَزاكَ اللهُ صالِحَةً ... هَذا وَداعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْليمُ

لا تَزْهَدُوا فِي اصْطِناعِ العُرْفِ مِنْ أَحَدٍ ... إِنَّ الَّذِي حُرِمَ الْمَعْرُوفَ مَحْرومُ

أَنَّا الشُّجاعُ الَّذِي أَنْجَيْتَ مِنْ رَهَقٍ ... شَكَرْتُ ذَلِكَ إِنَّ الشُّكْرَ مَقْسُومُ

مَنْ يَفْعلِ الْخَيرَ لا يَعْدَمْ جَوائِزه ... ما عاشَ، وَالْكُفْرُ بَعْدَ الغَبِّ مَذْمُومُ (١)

١٦٢ - ومن الخصال الملحقة ذويها بالبهائم - وهو خاتمتها -: أن لا يحمل الإنسان الغيرة الإنسانية على التشبه بأهل الكمال، ولا ينهض به الحِجى عن حضيض أحوال أهل الزيع والإضلال.

وقد قالوا: مَنْ لا يغار حمار، والمراد: غيرة العقل، لا غيرة الشهوة؛ فافهم! وقد قلت: [من المجتث]


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص: ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>