قال: فعدلوا شامة، فإذا هم بعين خرارة، فشربوا وسقوا إبلهم، وحملوا منه ريهم، وأتوا عكاظ، ثم انصرفوا إلى موضع العين فلم يروا شيئًا، فإذا هاتفٌ يقول:[من البسيط]
مَنْ يَفْعلِ الْخَيرَ لا يَعْدَمْ جَوائِزه ... ما عاشَ، وَالْكُفْرُ بَعْدَ الغَبِّ مَذْمُومُ (١)
١٦٢ - ومن الخصال الملحقة ذويها بالبهائم - وهو خاتمتها -: أن لا يحمل الإنسان الغيرة الإنسانية على التشبه بأهل الكمال، ولا ينهض به الحِجى عن حضيض أحوال أهل الزيع والإضلال.
وقد قالوا: مَنْ لا يغار حمار، والمراد: غيرة العقل، لا غيرة الشهوة؛ فافهم! وقد قلت:[من المجتث]
(١) رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (ص: ٧٦).