للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإذا لم يطلب العبد الخير والعلم من أفضل الخير في كل دهره فلا ينبغي أن يفوته في شيبته وعند انتهاء أجله؛ فإن الأعمال بالخواتيم.

- ومن أحسن أخلاق الشيوخ، وأهم ما يطلب منهم: رقة القلب، ورحمة الخلق لأنهم أحوج الناس إلى رحمة الله تعالى؛ فإنهم أقرب إلى الموت، و"إِنَّما يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبادِهِ الرُّحَماءَ"، كما في "الصحيحين" عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما (١)، فإذا غلبت الشفقة والرحمة على الشيخ مع الإيمان كانت دليل رحمة الله تعالى، وإذا غلبت القسوة على الشيخ كانت دليل سخط الله تعالى.

ومن ثم كان يقال: خمس خصال هن أقبح شيء فيمن بن فيه: العدة في السلطان، والكبر في ذي الحسب، والبخل في الغني، والحرص في العالم، والقسوة في الشيخ.

وثلاث أحسن شيء فيمن بن فيه: تؤدة في غير ذل، وجود بغير ثواب، ونَصَب لغير الدنيا.

رواه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" عن زيد الكوفي، عن رجل من أهل العلم (٢).

* تَنْبِيهٌ:

إذا رزق العبد التوفيق في صغره وشبابه فليستعذ بالله أن يمكر به


(١) رواه البخاري (١٢٢٤)، ومسلم (٩٢٣).
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٨٢١٤)، إلا أنه قال: "والفسق في الشيخ".

<<  <  ج: ص:  >  >>