للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: يكون الناس بخير فيسألون كيف أنتم؟ فيزعمون أنهم بِشَرٍّ (١).

٢٧ - منها: التقرب إلى قلوب الأراذل، ومسألة الناس وغيرهم لتحصيل الجاه عندهم، والأموال بما يلائمهم من العلم، ويستميلهم إليهم كالتحديث بالرُّخص، وحمل النصوص على خلاف ظواهرها تغييراً للأحكام.

روى البيهقي في "الدلائل" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن أحبار يهود كانت لهم مآكل تطعمهم إياها السفلة لقيامهم على التوراة، فخافوا أن تؤمن السفلة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فتنقطع تلك المآكل عنهم، فغيروا صفته في كتابهم (٢).

وروى ابن جرير عنه: أنهم كتبوا كتاباً بأيديهم ثم قالوا: هذا من عند الله (٣)، وفيه إشارة إلى أن زيف علماء السوء إنما يروج على رعاع الناس وضعفاء العقول دون ذوي العقول وأولي الألباب.

وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أيضاً في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة: ٧٩]؛ قال: عرضاً من الدنيا.

{فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ} [البقرة: ٧٩]؛ قال: فالعذاب لهم


(١) ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٦/ ٥٥).
(٢) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٥٣٧).
(٣) رواه الطبري في "التفسير" (١/ ٣٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>