للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد أعظم حرمة من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان أصحابه إذا كتبوا بدؤوا بأنفسهم (١).

وقال ابن سيرين: إنَّ أهل فارس إذا كتبوا بدؤوا بعظمائهم، فلا يبدأ الرجل إلا بنفسه.

وقال أبو الليث السمرقندي: ولو بدأ بالمكتوب إليه جاز لأنَّ الأمة قد اجتمعت عليه، وفعلوه لمصلحة رأوا في ذلك.

قال: فالأحسن في زماننا هذا أن يبدأ بالمكتوب إليه، ثمَّ بنفسه لأنَّ البداءة بنفسه تعد منه استخفافًا بالمكتوب إليه وتكبرًا عليه، إلا أن يكتب إلى عبد من عبيده، أو غلام من غلمانه، انتهى (٢).

قلتُ: ولا نسلم أنَّ ما ذكره أحسن مما ثبت في السنة، ولا تتغير الأحكام الشرعية بتغير الأزمنة، وينبغي أن يقال بجواز الوجهين، والأحسن العمل بالسنة.

* تنبِيْهٌ:

يستجاد من عوائد العجم ختم الكتاب لا لكونه من أعمالهم، ولكن لظهور وجهه، وتوارد السنة.

وقد روى ابن أبي حاتم عن السدي، وابن مردويه عن ابن عباس


(١) ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ١٣٠)، وكذا الطبراني في "المعجم الكبير" (٦١٠٨) كلاهما عن سلمان - رضي الله عنه -.
(٢) انظر: "تفسير القرطبي" (١٣/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>