للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صورته أحسن، ثم لا يزال الحيوان يتقلب في الدنيا ما دامت معه ذنوبه وطاعاته.

وقال أحمد بن مانوس: متى صارت النوبة إلى رتبة النبوة والملك، أو إلى رتبة البهيمة ارتفع التكلف.

وقال الآخر: لا يرى الباري ذاهب العقل البتة، وحملوا نحو حديث: "سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَومَ القِيامَةِ كَما تَرَونَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ" على رؤية العقل الأول، فهما يقولان بالفلسفة، والتناسخ، والاغترار (١).

الفرقة الرابعة: البِشرية.

أصحاب بشر بن المعتمر المعتزلي، وهم الذين أحدثوا القول بالتولد، وزعموا أن الإدراكات كلها من الرؤية والسمع كاللون والطعم يجوز أن تكون متولدة من فعلي العبد.

وقالوا: الاستطاعة سلامة البنية، وتخليتها من الآفات.

وقالوا: لا يجب على الله رعاية الأصلح لأنه لا غاية لما يقدر عليه من الصلاح، وإنما يجب أن يمكن العبد بالقدرة والاستطاعة، ويزيح العلل بالدعوة والرسالة، وإذا تاب العبد من كبيرة ثم راجعها عاد إلى استحقاق العقوبة الأولى (٢).


(١) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ٦٠ - ٦٣) مختصراً بتصرف.
(٢) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ٦٤ - ٦٥) مختصراً بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>