للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن مالك بن دينار قال: قيل لناحية من الأرض: إنَّ عيسى بن مريم عليهما السلام مارٌّ بكم، فنزلوا من الغيران والحدائر، وأظلة الأشجار ورؤوس الجبال قال: فمرَّ بهم، فقال: اللهم اغفر لنا، اللهم اغفر لنا - ثلاثاً -.

قالوا: يا روح الله! إنا رجونا أن نسمع منك اليوم موعظةً، ونسمع اليوم منك شيئاً لم نسمعه فيما مضى.

قال: فأوحى الله إلى عيسى أن قل لهم: إني من أغفر له مغفرةً واحدة أُصْلِحُ له بها دنياه وآخرته.

وروى ابنه في "زوائده" عن عبيد بن عمير رحمه الله: أنَّ داود عليه السلام نبت حوله روضة من دموعه، فأوحى الله إليه: يا داود! تريوإن أزيدك في ملكك وولدك؟

قال: أي رب! أريد أن تغفر لي (١).

- ومن أخلاق الأنبياء عليهم السلام:

١١١ - ترصد أوقات الإجابة، والأحوال الشريفة، والأمكنة العظيمة للدعاء، والمحافظة على آداب الدعاء.

قال الله تعالى حكاية عن يعقوب عليه السلام لأولاده: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: ٩٨].

وروى الترمذي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بينما نحن عند


(١) رواه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص: ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>