للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلامُ [فأذنَ للضَّفَادعِ] (١)، فَتَرَاكَبَتْ عَلَيْهِ، فَأَبْدَلَهَا اللهُ تَعَالَى بِحَرِّ النَّارِ الْمَاءَ" (٢).

فاعتبِرْ بحَال الضِّفْدَع والوزَغِ حَال من يوَالِي أولِيَاءَ الله تعَالى وحَال من يُعَادِيْهِم؛ فإن الله تعالى جعل ذلك وأمثاله عبرة لأولي الألباب.

[٢٣ - ومن أخلاق الشيطان: العجلة، والطيش، والإنسان بطبعه عجول.]

قال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: ٣٧].

وقال: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: ١١].

ولكن الله تعالى خلق له العقل، فأرشده إلى التثبت والتأني، فمن استعمل عقله في تحصيل هذين الخلقين الشريفين فقد فارق الشيطان في الطباع.

روى البيهقي في "الشعب" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التأني مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ" (٣).

فإن قلتَ: إذا كان كذلك، فما الحكمة في طبع الإنسان على العجلة؟


(١) زيادة من "الدر المنثور".
(٢) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٦٣٩) إلى ابن المنذر.
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>