وهو المشار إليه بما يروى عن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه وقد قيل له: هل كان لكم عقول؛ أين عقولكم حين كنتم تتخذون الصنم من العجوة والْحَيس فتعبدونه ثم إذا جعتم أكلتوه؟
فقال: عقول وأيُّ عقول، ولكن ما ظنك بعقول كادها بادئها (١).
التَّنْبِيْهُ الثَّانِي: تكسير الأصنام من الملة الحنيفية التي أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باتباع إبراهيم عليه السلام فيها، غير أن إبراهيم عليه السلام كسر الأصنام في خفية من قومه لأنه كان وحده، لم يكن له عشيرة ولا نصراء، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كسرها وهو في تمام سلطانه وتوافر أعوانه، وقد فتح له وتمكن، فأظهر وأعلن.
روى الثعلبي، وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال في قوله:{يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}[آل عمران: ١٥٤]؛ يعني: التكذيب بالقدر، وهو قولهم: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا
(١) رواه بلفظ نحوه: الخطابي في "غريب الحديث" (٢/ ٤٨٦).