للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦١ - ومن أعمال أهل الكتاب: عدم إتمام الرُّكوع والسُّجود في الصَّلاة.

والطمأنينة فيهما ركن عند الشافعي والأكثرين (١).

وقد كان أهل الكتاب يسجدون في الصلاة، وأمَّا الرُّكوع فقال جماعة: إنه من خصوصيات هذه الأمة، وأجابوا عن قوله تعالى: {يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران: ٤٣] أن المراد بالرُّكوع هنا خفض الرَّأس فقط من غير انحناء، أو كانوا يركعون بعد السُّجود، ولذلك آخره في الآية.

وعليه: فالخصوصية في تقديم الرُّكوع عن السُّجود.

وقيل: آخره لأجل تأكيده لأنهم ما كانوا يهتمون به اهتمامهم بالسُّجود، أو كده تحريضاً لها على مخالفة اليهود؛ فإنهم كانوا لا يرفعون فَأُمِرتْ به مخالفة لليهود.

أو خصَّت به من عبادة هذه الأمة دون قومه كما خص موسى وهارون عليهما السَّلام بأن يدعو موسى ويؤمِّن هارون دون سائر بني إسرائيل.

أو لأنه يُقال: ركع إذا صلَّى، ومن ثمَّ فسَّر ابن عباس {وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران: ٤٣]: صلِّي مع المصلين، مع قُرَّاء بيت المقدس.

كما رواه ابن عساكر (٢).


(١) انظر: "روضة الطالبين" للنووي (١/ ٢٢٣)، و"المغني" لابن قدامة (١/ ٣٠٣).
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٧/ ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>