للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما كُرها للنهي عنهما، ولأنَّه إذا أتاه من يتوقاه لا يمكنه إخراج يديه بسرعة، فإذا أخرج يده فربما انكشفت عورته.

وفي "النهاية" تفسير الصماء بما فسر به في "الروضة" اشتمال اليهود، فإنه ذكر أنه التجلل بالثوب وإسباله من غير أن يرفع طرفه، لأنه يسد على يديه ورجليه المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق (١).

[١٤٧ - ومنها: الاقعاء.]

روى ابن أبي شيبة عن علي رضي الله تعالى عنه: أنه كره الإقعاء في الصلاة، وقال: عقبة الشيطان (٢).

وروى عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وغيرهما، وصححه البغوي في "شرح السنة"، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن عقبة الشيطان (٣)؛ يعني: الإقعاء.

قال البغوي: تفسير أصحاب الحديث في عقبة الشيطان وفي الإقعاء واحد: وهو أن يضع ألييه على عقبيه، ويقعد مستوفزاً غير مطمئن إلى الأرض، انتهى (٤).


(١) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٣/ ٥٤).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٩٣٣).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٩٣٩)، وكذا رواه مسلم (٤٩٨).
(٤) انظر: "شرح السنة" للبغوي (٣/ ١٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>