للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٢ - ومنها: بغض النصحاء.]

قال في "الكشاف" في قوله: {وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ} [نوح: ٧]: تغطوا بها لئلا ينظروه كراهة النظر إلى وجه من ينصحهم في دين الله (١).

وقال عمر رضي الله تعالى عنه: لا خير في من لا يحب الناصحين.

وأصل ذلك من الجهل.

وفي المثل: من نصح جاهلًا عاداه.

[١٣ - ومنها: الإصرار على المعصية، وترك التوبة والاستغفار.]

قال نوح عليه السلام: {وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} [نوح: ٧].

وأصل الإصرار العزم والإسراع والبعد؛ كأن العصر على الذنب فعله في الحال، وعزم عليه مرة أخرى، وأسرع إليه وفيه، ثم أسرع إليه ثانيًا، وبَعُدَ به عن الخير.

والندم عليه والاستغفار منه رجوع عنه.

ولقد أمرهم نوح عليه السلام بالاستغفار كما قال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: ١٠].

فلم يستغفروا من ذنب أصروا عليه، وفروا من الله لا إليه كما قال: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} [نوح: ٦].

فَفِرَّ إلى الله ولا تفر عنه، ولا تصر على معصيته والإبعاد منه،


(١) انظر: "الكشاف" للزمخشري (٤/ ٦١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>