للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس معناه خيانة الخائنين في المال، ونحوه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أَدِّ الأَمَانة إِلَىْ مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ" (١).

وليس منه استيفاء المرء حقه من الخائن خفيةً، كما ذهب إليه الشافعي رضي الله تعالى عنه، بل معناه نقل الحديث إلى الخَونة كالسعاية بالعبد إلى ظالم يؤذيه، ودلالة أعداء المسلمين على عوراتهم، ونحو ذلك.

وكذلك قول الأعمش أيضًا: نقض العهد وفاءٌ بالعهد لمن ليس له عهد. رواه أبو نعيم أيضًا (٢).

ويدخل في كلام الأعمش ما لو رأيت رجلًا سرق صاع رجل، أو غصبه منه، ثم سقط منه ذلك المتاع، وأنت تعرف مالكه؛ فلا تؤده إلى الخائن، بل إلى مالكه.

[٣١ - ومنها: تعظيم حرمات المسلمين، والشفقة عليهم، ورحمة من أمر برحمته من خلق الله تعالى]

قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} [الحج: ٣٠].

وروى الشيخان عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" (٣).


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٤٨).
(٣) رواه البخاري (٤٦٧)، ومسلم (٢٥٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>