للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلى انْتِقاصِ عَقْلِ مَنْ يَنْقُصُهُ ... فِي عَقْلِهِ وَخَلْقِهِ الْمُقَدَّرِ

آيَةُ ما قُلْتُ إِذا حَقَّقْتَهُ ... وُجُوْدُ حالِ النَّقْصِ وَالتَّهَوُّرِ

مِنْ أَقْرَعٍ أَوْ أَطْرَشٍ أَوْ أَعْوَرٍ ... أَوْ أَحْوَلٍ أَوْ أَعْرَجٍ أَوْ أَبْصَرِ

وَفِي اعْتِدالِ اللَّوْنِ عَدْلُ طَبْعِهِ ... وَمِنْ هُنا اعْوَجَّتْ طِباعُ الأَشْقَرِ

إِنْ يَتَخَلَّفْ ذَاكَ فَالنَّادِرُ لا ... حُكْمَ لَهُ وَالْحُكْمُ حُكْمُ الأَكثَرِ

التَّنْبِيْهُ الثَّانِي: روى الحافظ نعيم بن حماد في "الفتن" عن عبد الرحمن بن فَضَالة رحمه الله تعالى قال: لما قتل قابيل هابيل، مسخ الله تعالى عقله، وخلع فؤاده، فلم يزل تائهاً حتى مات (١).

قلت: ولهذا يطيش عقل القاتل غالبًا، ويشتد رعبه، ويندم، وإذا طُلِب هرب.

وقد قال الله تعالى: {فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٣٠)} [المائدة: ٣٠].

وقَلَّ أن يقتل إنسان إنسانًا لغير ثأر، ويطمئن قلبه بعدها، ومن شذ عن هذه القاعدة فقتل ولم يرعب ولم يرهب، فقسوته أشد من قسوة قابيل.

وقد روى أبو داود، والضياء في "المختارة" عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ


(١) رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (١/ ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>