للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٧ - ومنها: أن لا يتقيد من له زوجتان فأكثر بالقسم، فيبيت عند من يشاء منهن، فيكون متشبهاً بالفحل إذا خلي بينه وبين الشول يضرب ما يشاء منها، وكالتيس والثور.

ومن هنا استحب التسوية بين الزوجتين في النكاح -وإن لم يجب-.

وبالجملة فإن الإنسان البالغ فرق ما بينه وبين سائر الحيوانات ربطه، وارتباطه بقيد الشرع ورِبْقة التكليف، فلا يختص تشبهه المذموم بالبهائم بنوع من الأنواع كترك التقيد بالقسم بين الزوجات، بل كل ما خرج فيه عن باب من أبواب الشرع في معاشه فهو به بالبهائم أشبه.

وما أحسن ما قيل: [من الكامل]

أَبُنَيَّ إِنَّ مِنَ الرِّجالِ بَهِيمَةً ... في صُورَةِ الرَّجُلِ السَّمِيعِ الْمُبْصِرِ

وأقول: [من المحدث]

مَنْ لَيْسَ بِشَرْعِ اللهِ لَهُ ... قَيْدٌ يَحْمِيهِ عَنِ الأَشَرِ

لا يَكْذِبُ مَنْ قَدْ قالَ لَهُ ... ما ذَلِكَ مِنْ جِنْسِ البَشَرِ

مَنْ خالَفَ فِيْ خُلُقٍ بَشَرًا ... يُلْحَقُ بِالشَّاءِ وَبِالبَقَرِ

٨٨ - ومنها: التشبه في التقذر وترك النظافة والطهارة بالعِفْر -بكسر المهملة، وسكون الفاء- وهو ذكر الخنازير، وبإناثها، وبالجرد، والجعل، والكلاب، والحمر، والإوز، والدجاج، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>