للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمرت برجل فأعجبته، فقام إليها، فعبط شاة منها، فإذا هي لا تنقي، ثم عبط أخرى فإذا هي كذلك، فقال: أف لك سائر اليوم (١).

قال في "القاموس": عبط الذبيحة يعبطها: نحرها من غير علة وهي سمينة (٢).

والمعنى أنه نحرها على أنه عبط بها، حسبها سماناً فإذا هي عجاف؛ أي: ذهب سمنها وليس فيها إلا الصوف.

لا تنقى - بفتح أوله -؛ أي: لا نقي لها، أي: لا مخ لعظمها.

٥ - ومنها: تشبه علماء السوء، وقراء السوء، وعباد السوء بالذئاب والخنازير في كل الدنيا من غير مبالاة بحلال أو حرام.

روى ابن عبد البر في "فضل العلم" عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَوْحَى اللهُ تَعَالى إِلى بَعْضِ الأَنْبِيَاء عَلَيْهِمُ السَّلامُ: قُلْ لِلَذِيْنَ يَتَفَقَّهُوْنَ لِغَيرِ الدِّيْنِ، وَيَتَعلَّمُونَ لِغَيرِ العَمَلِ، وَيَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ، يَلْبَسُونَ للنَّاسِ مُسُوكَ الكِبَاشِ وَقُلُوْبُهُمْ كَقُلُوْبِ الذِّئَابِ، ألْسِنتهُمْ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ، وَقُلُوْبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبرِ: لي يُخَادِعُونَ، وَبِيْ يَسْتَهْزِؤُونَ، لأُتِيْحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تدَع الحَكِيْمَ حَيْرَانَ" (٣).


(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٦٥).
(٢) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ٨٧٤) (مادة: عبط).
(٣) رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (١/ ١٨٩)، وكذا الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>