للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّيْلِ، وَمَلائِكَةُ النَّهارِ تَجْتَمعُ فِيْها" (١).

وفي "الصحيحين" عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تَجْتَمعُ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلائِكَةُ النَّهارِ فِيْ صَلاةِ الْفَجْرِ".

يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨] (٢).

* فَائِدَةٌ:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مَلائِكَةَ النَّهارِ أَرْأَفُ مِنْ مَلائِكَةِ اللَّيْلِ". رواه ابن النَّجار في "تاريخه" عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما (٣).

قلت: وهذا من منَّة الله تعالى على عباده، ولطفه بهم أن جعل ملائكة النهار أرأف من ملائكة الليل؛ لأن حركات بني آدم بالنهار أكثر منها بالليل، وكثيراً ما تهدأ حركاتهم بالليل، ولا تكاد تهدأ بالنهار، فيقارفون بسبب ذلك في النهار ما لا يقارفونه بالليل من المعاصي، والذنوب، فكانت ملائكة النهار أرأف ليُكثروا من الاستغفار للعباد، والترحم عليهم، ولو كان الغضب لله تعالى أغلب عليهم من الرأفة بعباده لهلك الخلق بدعائهم.

- وأيضًا فإن منهم الحفظة، فالحفظة بالنهار - حيث هم أرأف منهم


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه البخاري (٦٢١)، ومسلم (٦٤٩) عن أبي هريرة.
(٣) قال الشوكاني في "نيل الأوطار" (٤/ ١٣٨): ولم يصح ما يدل على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>