للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثله قوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ (٦٥)} [الزمر: ٦٥] وأمثاله من مخاطبات الأنبياء، والمراد أممهم.

وفي المعنى المثل السائر: إيَّاك أعني واسمعي يا جارة.

[ومن أخلاق الأنبياء عليهم السلام]

[٥١ - اليقين.]

قال الله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: ٦١ - ٦٢].

وروى ابن أبي الدنيا عن بكر بن عبد الله قال: فقد الحواريون عيسى عليه السلام، فقيل لهم: توجه نحو البحر، فانطلقوا يطلبونه إذا هو قد أقبل يمشي على الماء، فقال له بعضهم: ألا أجيء إليك يا نبي الله؟ قال: بلى، فوضع إحدى رجليه ثم ذهب ليضع الأخرى فقال: آه، غرقت يا نبي الله، فقال: أرني يدك يا قصير الإيمان، لو أنَّ لابن آدم من اليقين قدر شعيرة مشى على الماء (١).

وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن ميمون بن مهران رحمه الله تعالى قال: يقول بعضهم: اجلس في بيتك وأغلق عليك بابك فانظر، هل يأتيك رزقك؟ نعم لو كان مثل يقين مريم وإبراهيم عليهما السلام، وأغلق عليه بابه، وأرخَى عليه ستره (٢).


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "اليقين" (ص: ١٢)، وكذا رواه البيهقي في "الزهد الكبير" (ص: ٣٥٨).
(٢) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>