جعل بعض المفسرين من {الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بياناً للناس من قوله: {فِي صُدُورِ النَّاسِ}، ويلزم على ذلك أن يسمى الجن ناساً.
والمحققون أن قوله:{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيان لقوله: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}.
حَكى الأستاذ أبو القاسم القشيري عن أبي الهيثم السجزي: أن بعضهم كان يثبت الوسواس من الإنسان كالوسوسة من الشيطان.
وبيان ذلك أن الوسواس أو الوسوسة في الأصل: هو الصوت الخفي والحركة، ومنه وسواس الحلي، ثم استعير لما ينزغه الشيطان في القلب ويلقيه في الصدر من الغرور والأماني والتهويلات.
قال عروة بن رُويم كما تقدم: إن عيسى بن مريم - عليهما السلام - دعا ربه - رضي الله عنه - أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم، فجلى له فإذا رأسه