للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأس الحية واضعاً رأسه على ثمرة القلب فمنَّاه وحدثه (١).

وقد قدمنا أيضاً عن بعض المكاشفين أنه وجده في سورة ضفدع.

وقال مقاتل رحمه الله تعالى: إنه في سورة خنزير يجري في جسد العبد مجرى الدم في صورة العروق (٢).

قلت: ورأيته في المنام مرة في صورة خنزير، ومرات في صورة كلب، وكنت لا أقاتله إلا بالذكر وآية الكرسي فيذوب منها.

وحاصل وسواس الشيطان يرجع إلى قصد إيذاء من يوسوس إليه؛ إمَّا بتحريش بينه وبين أحد من خلق الله تعالى.

وإما بإفساد عبادته عليه.

وإما بإفساد ولده، أو زوجه، أو خادمه، أو جاره، أو رفيقه عليه.

وإما بتخريب بيته، أو بإفساد بدنه أو ماله.

وكل فعل فعله الإنسان بإنسان مثله أو قول قاله له فأدى إلى ذلك أو إلى شيء منه فهو في معنى الوسواس، وفاعله شيطان في صورة إنسان.

واعلم أن التوسوس مذموم، وهو إما ناشئ عن جهل أو عن قلة عقل، وقد جاء الشرع بدفع الوسواس عن الإنسان في الأحوال المذكورة، ففي الحديث: "إِذَا ظَنَنتمْ فَلا تحققوا". رواه ابن ماجه (٣).


(١) تقدم تخريجه.
(٢) انظر: "تفسير القرطبي" (٢٠/ ٢٦٣).
(٣) تتمة الحديث كما أثبته السيوطي وغيره: "إذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا، وإذا وزنتم فأرجحوا" رواه ابن عدي في "الكامل" (٤/ ٣١٤) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - دون =

<<  <  ج: ص:  >  >>