للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن مسلم - وهو رجل من أهل مرو - قال: كنت أجالس ابن سيرين رحمه الله تعالى فتركت مجالسته، وجالست قومًا مَنْ الإباضية، فرأيت فيما يرى النائم كأني مع قوم يحملون جنازة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأتيت ابن سيرين، فذكرت ذلك له، فقال: ما لك جالست أقوامًا يريدون أن يدفنوا ما جاء به محمّد - صلى الله عليه وسلم - (١)؟

[الفرقة السابعة من الخوارج: الأصفرية الزيادية.]

أصحاب زياد بن الأصفر، خالفوا الإباضية والأزارقة والنجدية، فلم يكفروا من قعد عن القتال معهم إذا توافقوا في الاعتقاد، ولم يسقطوا الرَّجْم عن المحصن، ولم يحلوا قتل أطفال مخالفيهم، ولم يكفروا الأطفال.

وقالوا: التقية جائزة في القول والعمل، وما كان من المعاصي عليه حد واقع لا يتعدى بصاحبه الاسم الّذي لزمه به الحدّ فيقال: زان سارق، لا كافر مشرك، وما كان من الكبائر ممّا لشرفه حد معظم قدره كترك الصّلاة فهو كفر.

وقالوا: نحن مؤمنون عند أنفسنا، ولا ندري لعلّنا خرجنا من الإيمان عند الله.

وقالوا: الشرك شركان: طاعة الشيطان، وعبادة الأوثان.


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>