للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن الأعرابي عن المفضل الضبي قال: قال أبو محجن في تركه الخمر: [من الوافر]

رَأَيْتُ الْخَمْرَ صالِحَةً وَفِيها ... مَناقِبُ تُهْلِكُ الرَّجُلَ الْحَلِيما

فَلا وَاللهِ أَشْرَبُها حَياتِي ... وَلا أَشْفِي بِها أَبَداً سَقِيما (١)

* وهنا لَطِيفَةٌ:

هي أن العبد المسلم متى كان فيه خلق كريم وصدق في الإيمان، فقد يُصْلِح الله تعالى بذلك الخلق كثيرًا من مفاسده، وليس من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، والله تعالى يقول: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: ١١٤].

وقال عز من قائل: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: ٤٥].

ومن شأن العبد المؤمن تأول أحوال أخيه المسلم التي يراها مخالفة، ومعرفة حقه في أحواله الموافقة، وحمله أخيه على أحسن الأحوال، واتهام نفسه واحتقارها دون أخيه، وقصة أبي محجن شاهد عجيب على صدق ما قررته.

وقد قال ابن عبد البر: ومن رواية أهل الأخبار أن ابنًا لأبي محجن الثقفي دخل على معاوية رضي الله تعالى عنه، فقال له معاوية:


(١) وانظر: "الأغاني" للأصبهاني (١٩/ ١٤)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٤/ ١٧٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>