للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥ - ومنها: أخذ الرجل بذنب غيره.]

وهذا يقع لحكام هذا العصر كثيرًا؛ ربما تغيَّب الرجل فأخذوا أباه أو أمه، أو أخاه، أو قريبه، وربما أخذوا جاره وألزموه بإحضاره.

روى الإمام البيهقي في "سننه" عن عمرو بن أوس قال: كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم عليه السلام؛ قال تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (٣٧)} [النجم: ٣٧]؛ قال: بلغ {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (٣٨)} [النجم: ٣٨] (١).

وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كانوا قبل إبراهيم عليه السلام يأخذون الولي بالولي حتى كان إبراهيم عليه السلام، فبلغ: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (٣٨)} [النجم: ٣٨]؛ لا يؤخذ أحد بذنب غيره (٢).

وذكر ابن عبد ربه في كتاب "العقد" عن الشيباني قال: ورد على الحجاج بن يوسف سليك بن سلكة فقال: أصلح الله الأمير! أعرني سمعك، واغضض عني بصرك، واكفف عني غربك (٣)؛ فإن سمعت خطأ أو زللاً فدونك والعقوبة.

قال: قل.

قال: عصى عاصٍ من عرض العشيرة، فحلق على اسمي، وهدم منزلي، وحرم عطائي.


(١) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ٣٤٥).
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (٢٧/ ٧٢).
(٣) غربك: أي حدتك.

<<  <  ج: ص:  >  >>