للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى عنهما قال: المباشرة: الجماع، ولكن الله كريم يكني (١).

وقال مجاهد: المباشرة في كل كتاب الله الجماع. أخرجه ابن جرير (٢).

وبلغني عن بعض الصالحين أنه كان يقول: ما انعقد ولد من جماع في شهر رمضان إلا كان ولدًا مباركاً.

قلت: وهذا ظاهر لأنه جماع مأمور به وإن كان الأمر فيه للإباحة، ولأنه مخالف لسمت أهل الكتاب، ولأمر الله سبحانه بابتغاء الولد فيه، ولأن الشياطين تكون مصفدة عن النطف والأغذية التي تتولد عنها النطفة، وكثير من يهتم باستطاعتها في رمضان ما لا يهتم به في غيره، وترق القلوب بسبب الطعام، وتضعف النفوس، وتصفو الأخلاط.

وقد قال جماعة من الأطباء: إن الولد يغلب عليه ما كان الغالب على والديه من الأمزجة حالة انتشار لذتهما، وتولد نطفته عنهما؛ والله سبحانه وتعالى أعلم.

١٤٠ - ومنها: الوصال في الصوم بأن يجمع يومين أو أكثر في الصوم من غير فرق بينهما بطعام أو شراب في الليلة التي بينهما.

روى الإمام أحمد، والطبراني بإسناد صحيح، عن ليلى امرأة


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٤/ ٣٢١). ورواه الطبري في "التفسير" (٢/ ١٦٨)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (١/ ٣١٧).
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (٢/ ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>