وروى الترمذي، والحاكم وصححاه، عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيع أَوْ يَبْتَاعُ فِيْ الْمَسْجِدِ فَقُوْلُوْا: لا أَرْبَحَ اللهُ تِجَارتَكَ، وإذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ فِيْهِ ضَالَّةً فَقُولُوا: لا رَدَّ اللهُ عَلَيْكَ"(١).
التَّنْبِيْهُ الثَّانِي: بيت القهوة مأوى الشيطان لأنه سوق في معنى البيت، أو بيت في معنى السوق، بل هو أقبح الأسواق؛ لأن اللغط والمعاصي التي تصدر فيه أكثر مما يصدر في غيره من الأسواق، ولأنه محل مستقذر، ويدخل إليه بالرجل اليسرى ويخرج منه باليمنى، وقد علمت أن كل محل مستقذر فهو مأوى الشيطان، واستقذاره من جهة المنكرات المتتابعة من إدارة القهوة البنية كما تدار القهوة المسكرة، ولذلك تنقلب محرمة بعد ما كانت مباحة، ومن الإصرار على النظر إلى المرد المتبعلين بأحسن من تبعل النساء، وعلى غمز أيديهم وأعضائهم، وطلب زمزمة الفناجين منهم، وأكل الحشيشة والأفيون وجوزة الطيب وغير ذلك من المسكرات والمخدرات، والإكباب على ضرب آلات اللهو واستماعها، واللعب بالنرد والطاب وغيرهما، واللغو والرفث، والخوض في الباطل، والغيبة والنميمة، والكذب
(١) رواه الترمذي (١٣٢١) وحسنه، والحاكم في "المستدرك" (٢٣٣٩) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.