للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبِيْتُ مِثْلَ الْحُسام فَرْداً ... جَلاهُ لِلْحادِثاتِ صَقْلُ

وَاللَّيْثُ لَمْ يَدَّخِرْ طَعاما ... وَالدَّاخِرُونَ الطَّعامَ نَمْلُ

قَنَّعْتُ نَفْسِي بِما أَتاها ... فَكُلُّ صَعْبٍ عَلَيَّ سَهْلُ

[٧٥ - ومنها: محبة دوام الصحة، وكراهية المرض إذا نزل.]

روى ابن أبي شيبة، وأبو نعيم، والبيهقي، وابن عبد البر في "الصحابة" عن أبي فاطمة الليثي قال: كنا جالسين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِحَّ فَلا يَسْقَمُ؟ ".

فابتدرناها، وقلنا: نحن يا رسول الله.

فقال: "أتحِبُّوْنَ أَنْ تَكُوْنُوْا كَالحَمِيْرِ الصَّالَّةِ؟ أَلا تُحِبُّوْنَ أَنْ تَكُوْنُوْا أَصْحَابَ البَلاءِ وَأَصْحَابَ كَفَّارَاتٍ؟ ".

وفي رواية: "كَالحُمُرِ الصَّالَّةِ لا تَمْرَضُوْنَ وَلا تَسْقَمُوْنَ؟ وَالَّذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِه! إِنَّ الله لَيَبْتَلِي المُؤْمِنَ وَمَا يَبْتَلِيْهِ إِلاَّ لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ، وإنَّ العَبْدَ لتكُوْنُ لَهُ الدَّرَجَةُ فيْ الجَنَّةِ لا يَبْلُغُهَا شَيْء مِنْ عَمَلِهِ حَتَّى يَبْتَلِيَهُ بِالبَلاءِ لِيَبْلُغَ بِهِ تِلْكَ الدَّرَجَةَ" (١).

وأخرجه الطبراني في "الكبير" بنحوه وسنده جيد (٢).


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المسند" (٦٣٨)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٦/ ٢٩٨٧)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٨٥٦)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (٤/ ١٧٢٧)، وكذا البخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ٢٦٦).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٢/ ٣٢٣). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٢٩٣): فيه محمَّد بن أبي حميد، وهو ضعيف، إلا أن ابن عدي قال: وهو مع ضعفه يكتب حديثه.

<<  <  ج: ص:  >  >>