شخص فأيقظه، وقال: قم؛ فإن هذا الجدار يريد أن يسقط، فقام الرجل وإذا الجدار قد سقط، فقال الرجل: من أنت؟
قال: أنا إبليس.
فقال الرجل: وكيف هذا وأنا ألعنك في كل يوم مئة ألف لعنة؟ قال إبليس: إنما عملت هذا لما علمت فيه من الأجر لأن محل الشهداء عند الله عظيم، فخشيت أن تكون منهم فتنال من الله ما ينالون.
[١٧٧ - ومنها: الإشارة بالتداوي بالخمر والمحرمات.]
ذكر الثعلبي في "العرائس" أن إبليس عرض ذات يوم لرحمة زوجة أيوب - عليه السلام - وهو في زي طبيب، فقال لها: يا أمة الله! ما يكون منك هذا المبتلى؟
قالت: بعلي.
قال: أنا رجل حكيم قدمت إلى هذه البلاد، فلما رأيته عرفت داءه، ودواؤه عندي، وإني ماض في بعض أشغالي وأعود إليه، فمريه أن يشرب قدحا من الخمرة فإن فيه الشفاء، فأتت رحمة مسرعة إلى أيوب عليه السلام، وقالت له ذلك، فقال: ويلك! ذلك الشيطان أتاك ليفتنني عن ديني.
وهذا لعله يدل على أن تحريم الخمر كان من شريعة أيوب، أو أن الأنبياء - عليهم السلام - وإن حلت في شريعة بعضهم كانت محرمة عليهم، أو كانوا يتنزهون عنها لأنها تخامر العقل فتحول بينهم وبين