للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

واعلم أن الأولياء من شأنهم الاختفاء والستر لأنهم معادن الأسرار الإلهية، ومن شأنها التحجب والاستتار.

ويحكى أن في بعض الكتب: أوليائي تحت حبائي، لا يعرفهم أحد سواي؛ أي: لا يعلم بهم من كل وجه أحد سواي، وقد يعرَّف بهم العباد أو بعضهم بتعريف الله تعالى على حسب ما يقسم لهم من المعرفة.

نعم؛ لا يطلع على الأولياء في الغالب إلا الأولياء لأنهم محارم.

وقد قال أبو يزيد رضي الله تعالى عنه: أولياء الله عرائس الله، ولا يرى العرائس إلا المحرمون (١).

وقال يحيى بن معاذ رضي الله تعالى عنه: الولي ريحان الله في الأرض يشمه الصديقون، فتصل رائحته إلى قلوبهم، فيشتاقون به إلى مولاهم، ويزدادون عبادة على تفاوت أخلاقهم (٢).


(١) تقدم.
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>