للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو أننا قابلنا ما نرى من أحوال الناس الآن على ما نروي من آثار السلف لرأينا المباينة بائنة، والسيرة غير موافقة، والطريقة غير مطابقة، والمنافقة نافِقة، والصدق عزيز، والمصادقة غير صادقة، ليس لهم سكينة إلا التماوت، ولا وقار إلا التغافل والتهافت، وإني لقائل: [من الكامل المذيّل]

وَلَقَدْ أَرى أَنَّ السَّكِيْنَةَ لَمْ تَكُنْ ... تُرأى عَلَى أَهْلِ الشَّبابِ وَلا الْمَشِيْبْ

وَأَراهُمْ ما وَقَّرُوا ذا حُرْمَةٍ ... حَتَّى لَقدْ رَكِبُوا مِنَ الأَمْرِ الْمَعِيْبْ

لا يَبْرَحُوْنَ عَلى أُمُوْرٍ لَمْ تَكُنْ ... تَعْنِيْهِمْ لَدُنِ الصَّباحِ إِلَى الْمَغِيْبْ

هَلْ آمَنُوا أَنَّ الإِلَهَ مُهَيْمِنٌ ... أَمْ آمَنُوا أَنَّ الإِلَهَ هُوَ الرَّقيبْ

لَوْ أَنَّهم قَدْ آمَنُوا حَقًّا لَما ... أَمْسَوْا عَلى أَعْمالِ ذي شَكٍّ مَرِيْبْ

مَنْ قالَ إِنَّ لِقاءَهُمْ لَمُصِيْبَةٌ ... وَوُجُوْدَهُمْ فَقْدٌ فَذاك هُوَ الْمُصِيْبْ

إِنَّ الأَدِيْبَ إِذا تَظاهَر بَيْنَهُمْ ... أَضْحَى وَأمْسَى وَهْوَ في ذُعْرِ الْغَرِيْبْ

إِنْ مَزَّقُوا عِرْضَ امْرِئٍ لَمْ يَسْتَطِعْ ... تَخْلِيْصَ جِلْدِ الشَّاةِ مِنْ أَنْيابِ ذِيْبْ

إِنِّي عَجِبْتُ لِبَعْضِهِمْ في بُغْضِهِ ... مَرْأً وَإِنْ يُبْصِرْهُ قالَ أَتَى الْحَبِيْبْ

يا وَحْشَة الْمَشْغُوْلِ في أيَّامِهِ ... بِالنَّاسِ حَتَّى ذُو الصَّداقَةِ وَالْقَرِيْبْ

بِاللهِ أُنْسُ وَلِيِّهِ هُوَ حَسْبُهُ ... في كُلِّ ما قَدْ نابَهُ نِعْمَ الْحَسِيْبْ

[١٧ - ومنها: استبعاد اختصاص الله تعالى بعض عباده بفضيلة العلم والحكمة، أو نحو ذلك.]

والله تعالى يقول: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: ٢٦٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>