قال الله تعالى حكايته عن قوم نوح:{مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ}[هود: ٢٧].
وهذا غلط وقع فيه أكثر مكذبي الأمم، فنظروا إلى أن التساوي في البشرية يمنع الاختصاص، أو يرون أن الفضيلة تكون تابعة للنسب والحسب، أو لشرف الكسب، أو لكثرة العرض، أو للجاه، أو للعشيرة، أو لحسن الصورة، ولا يزول هذا الغلط إلا بمعرفة الله تعالى؛ فإنه الإله الحق والمالك المطلق، ومن وقع له شيء مما ذكر، وسكن إليه فما حَصَل على المعرفة.
ومما قلته:[من مخلّع البسيط]
اللهُ يَخْتَصُّ بِالنَّوالِ ... مَنْ شاءَ لا عَنِ احْتِيالِ