للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيئًا، وذلك قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [التين: ٥ - ٦] قال: إلا الذين قرؤوا القرآن.

قلت: أخرجه الحاكم وصححه، والبيهقي في "الشعب" (١).

وهذا الأثر نص في أن تلاوة القرآن من أخص أعمال الصَّالحين، لا شبهة في ذلك.

* تَنْبِيْهٌ:

روى الإمام أحمد عن معاذ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ كُتِبَ مَعَ الصِّدِّيْقِيْنَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِيْنَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيْقًا" (٢).

في هذا الحديث أن قراءة القرآن كما تُلحق صاحبها بالصالحين تُلحقه بمن فوقهم من الشهداء والصديقين، وذلك على حسب ترقيهم في ترتيل القرآن، وتدبره، والعمل بما فيه؛ فالصديقون والشهداء والصالحون تجمعهم قراءة القرآن في سبيل الله، وإنما يتفاوتون في التدبر والعمل، وهذا لا يختص بقراءة القرآن، بل كل عمل صالح يطلب من الصالحين يطلب من الشهداء والصديقين، ويكون منهم أتم.


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٣٩٥٢)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٢٧٠٦).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٤٣٧) ولفظه: "من قرأ ألف آية في سبيل الله". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٦٢): وفيه زبان بن فائد، وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>