للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعجب الحاضرين (١).

[١١ - ومن أخلاق العجم: الدهاء -بضم المهملة والمد-.]

ويقال له: دهى على وزن رمى، وهو المكر، وجودة الرأي، كما في "الصحاح"، و"القاموس" (٢).

والمراد هنا الأوّل؛ إذ يختص الدهاء بصرف العقل إلى الشر، ولذلك قال جماعة: زيادة العقل فضيلة إلا في الشر فإنها رذيلة.

وقيل: إنَّ العقل إذا جاوز حده انقلب مذمومًا مطلقًا؛ فإنَّه يصير إلى المكر والخديعة، وهما في النار كما في الحديث.

روى الدينوري في "المجالسة" عن نافع رحمه الله تعالى قال: قال عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه حين أتاه فتح القادسية: أعوذ بالله أن يبقيني بين أظهركم حتى يدركني أولادكم من هؤلاء.

قالوا: ولم يا أمير المؤمنين؟

قال: ما ظنكم بمكر العربي ودهاء العجمي إذا اجتمعا في رجل؟ (٣).

[١٢ - ومن أعمال العجم وعوائدهم القبيحة: الضرب بالعود والطنبور، وآلات اللهو، وشرب الخمور.]

ذكر هشام بن محمَّد بن السائب الكلبي في كتاب "العيدان": أنه


(١) وانظر: "الفروق" للقرافي (١/ ٣٧٥).
(٢) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ١٦٥٧).
(٣) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>