ولأبدلن رجالهم بتلاوة القرآن انتهار الأرانب، وبعمارة المساجد كناسة المرابط، وبتاج الملك خفاق الطير، وبالعز الذل، وبالنعمة الجوع، وبالملك العبودية.
فقال نبي من أنبيائه الله أعلم من هو: يا رب! من رحمتك أتكلم بين يديك، وهل ينفعني ذلك شيئًا، وأنا أذل من التراب؟ إنك لمخرب هذه القلوب، ومهلك هذه الأمة، وهم ولد خليلك إبراهيم، وأمة صفيك موسى، وقوم نبيك داود، فأي الأمة تجترأ عليك بعد هذه الأمة، وأي قرية تعصيك بعد هذه القرية؟
قال الله عز وجل: إني لم أستكثرهم، ولم أستوحش بهلاكهم، وإنما أكرمت إبراهيم، وموسى، وداود بطاعتي، ولو عصوني لأنزلتهم منزلة العاصين (١).
* فائِدَة جَلِيْلَةٌ:
روى الحاكم في "المستدرك"، والبيهقي، والأصبهاني عن أنس - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث طويل: "إِنَّ الله تَعالَى أَوْحَى إلَى يَعْقُوبَ عليهِ السَّلامُ: يَا يَعْقُوبُ! ألمْ تَدْرِ لِمَ أَذْهَبْتُ بَصَرَكَ، وَحَنَيْتُ ظَهْرَكَ، وَلِمَ فَعَلَ إِخْوَةُ يُوْسُفَ بِيُوسُفَ مَا فَعَلُوا؟