للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي يحسن من التشبه بها إعادة المتعلم ما يُمْلِيْه العالم عليه مما يتعلق بالألفاظ وغيرها، والإخبار في تعلم العلم معروفة، وقد تقدمت في محالِّها.

وهي من الطير التي تُحبس لسماع أصواتها ولا يسعها إلا الصبر.

كذلك ينبغي للإنسان إذا ابتُلِيَ بحبسٍ أو غيره من مصائب الدنيا أن يصبر ويطلب الفرج والتيسير من الله تعالى، ولْيَسَل نفسه بأن البلاء ولع بالأكابر، وأشد الناس بلاءً الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم الأمثل فالأمثل.

ومن لطائف القاضي الأرجاني: [من السريع]

تَقْصِدُ أَهْلَ الفَضْلِ دُونَ الوَرَى ... مَصائِبُ الدُّنْيا وَآفاتُها

كَالطَّيْرِ لا يُحْبَسُ مِنْ دُونها ... إِلَّا الَّتِي تُطْرِبُ أَصْواتُها (١)

- ومن ذلك: فاقد إلفه: روى ابن خميس في "مناقب الأبرار" عن السري السقطي قال: بتُّ في بعض قرى الشام، فسمعت طول الليل طيراً يصيح ويقول: أخطأت لا أعود، فلما أصبحت سألت أهل القرية: إيش اسم هذا الطير؟

فقالوا: فاقد إلفه (٢).

وذكر اليافعي في "روض الرياحين" هذه الحكاية عن السري


(١) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (١/ ١٥٤).
(٢) وانظر: "المدهش" لابن الجوزي (ص: ٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>