قال تعالى حكاية عن شعيب يخاطبهم:{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[الأعراف: ٨٥].
وقد علمت أن ابن عباس حمله على بخس الناس خصوصاً الغرباء، وهو تفسير للإفساد ببعض أنواعه، وهو شامل لسفك الدماء، والنميمة، والعمل بالمعاصي.
وتقدم نظيره في تسعة رهط.
وفي قوله:{ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ}؛ أي: الانكفاف عن الإفساد، والبخس، وإيفاء الكيل بما يبعث الله لكم من الكسب الخالي عن ذلك خير لكم من طلب زائد عن ذلك بطريق البخس والإفساد.
{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}؛ أي: مصدقين بقدر الله تعالى، وأنه لا يكون لكم من ذلك إلا ما قَسَمه لكم وقدَّره.