للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمما عمل أنه صب على بيضة خَلًا حاذقًا كلما لانت وامتدت كالعلك أدخلها في قارورة ضيقة الرأس، وتركها حتى جفت ويبست، وعادت إلى حالها الأولى، فأخرجها إلى أصحابه وأهل بيته، وهم أعراب، وادعى أنها آية، فآمن به في ذلك المجلس جماعة.

ووصل جناح طائر مقصوص من حيث لا يرون، فطار من ساعته.

وقال لهم في ليلة منكرة الرياح مظلمة: إن الملك ينزل إلي الليلة، والملائكة تطير، وهي ذوات أجنحة، ولمجيء الملك زجل وخشخشة، فمن كان منكم طاهرًا فليدخل منزله، فإن من تأمله اختطف بصره.

وقد اصطنع راية من رايات الصبيان التي ترسل يوم الريح بالخيوط، فلما كان في جوف الليل أرسلها، وقد علق فيها الجلاجل وجعل لها الأذناب والأجنحة، فلما سمعوا ذلك وراءه تصارخوا، وصاح بهم: من صرف بصره ودخل منزله فهو آمن، فأصبح القوم وقد أطبقوا على نصرته والدَّفعِ عنه، لعنه الله.

[٧٤ - ومن أخلاقهم: الطيرة.]

وهي في الأصل زجر الطير، ثم قيل لكل من تشاءم: تطير.

وكانت العرب في الجاهلية تتيمن بالطائر السانح، وهو الذي يأتي من ناحية اليمين؛ أي: الذي يدل الشخص ميامنه، ويتشاءمون بالبارح، وهو الذي من ناحية الشمال؛ أي: الذي يوليه مياسره.

<<  <  ج: ص:  >  >>