وروى ابن أبي شيبة، والإمام أحمد، ومسلم، وابن ماجه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه، عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: "عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِيْ بِأَعْمالِها حَسَنِها وَسَيِّئِها، فَرَأَيْتُ فِيْ مَحاسِنِ أَعْمالِها الأَذَيْ يُنَحَّيْ عَنِ الطَّرِيْقِ، وَرَأَيْتُ فِيْ سَيِّءِ أَعْمالِها النَّخَامَةَ فِيْ الْمَسْجِدِ لا تدْفَنُ"(١).
[١٦ - ومنها: كف الأنسان أذاه عن الناس]
روى الطبراني في "الكبير" واللفظ له، وسنده حسن، وابن حبان، والحاكم وصححاه، عن أبي كثير السُّحَيْمِيِّ، عن أبيه قال: سألت أبا ذر رضي الله تعالى عنه قلت: دلني على عمل إذا عمل العبد به دخل الجنة، قال: سألت عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:"يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ"، قلت: يا رسول الله! إن مع الإيمان عملًا، قال:"يَرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللهُ"، قلت: يا رسول الله! أرأيت إن كان فقيرًا لا يجد ما يرضخ؟ قال:"يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوْفِ، وَينْهَيْ عَنِ الْمُنْكَرِ"، قلت: أرأيت إن كان عَيِيًّا لا يستطيع أن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر؟ قال:"يَصْنعُ لأَخْرَقَ"، قلت: أرأيت إن كان أخرق لا يصنع شيئًا؟ قال:"يُعِيْنُ مَغْلُوْبًا"، قلت: أرأيت إن كان ضعيفًا؟ قال:"أَلا يَسْتَطِيع أَنْ يُعِيْنَ مَغْلُوْبًا؟ " قال: "مَا تُرِيْدُ أَنْ يَكُوْنَ فِيْ صاحِبِكَ مِنْ خَيْر؟ يُمْسِكُ عَنْ أَذَى النَّاسِ"، فقلت: يا رسول الله! إذا فعل دخل الجنة؟ قال: "ما مِنْ مُسْلِمٍ يَفْعَلُ خَصْلَةً مِنْ
(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٦٣٤٩)، والإمام أحمد في "المسند" (٥/ ١٧٨)، ومسلم (٥٥٣)، وابن ماجه (٣٦٨٣).