للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أثنى الله تعالى على هذه الأمة بأن دويهم في مساجدهم كدوي النحل.

روى الطبراني، وابن سعد، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه سأل كعب الأحبار: كيف تجد نعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة؟

فقال كعب: نجده: محمد بن عبد الله، مولده بمكة، ومهاجره إلى طابة، ويكون ملكه في الشام، وليس بفحاش، ولا سخاب في الأسواق، ولا يكافئ بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، أمته الحمَّادون يحمدون الله في كل سراء وضراء، ويكبرون الله على كل نجد، يوضؤون أطرافهم، ويأتزرون في أوساطهم، يصُفُّون في صلاتهم كما تصفون في قتالهم، دويهم في مساجدهم كدوي النحل، يسمع مناديهم في جو السماء (١).

- ومن خصال النحل: أنها لا ترعى إلا الطيِّب.

فالتشبه بها في ذلك يحصل بأكل الحلال.

روى مسلم، والترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ بِمَا أَمْرَ بِهِ الْمُرْسَلِيْنَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ


(١) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (١/ ٣٦٠)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ١٨٧)، وكذا الدارمي في "السنن" (٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>